بحث كيمو الحلو

الخميس، 2 أغسطس 2012

FaceFlow هو خدمة الويب التي تتيح لك محادثة الفيديو مع ما يصل الى اربعة اشخاص مجانا. ووضع ملء الشاشة يتيح لك توسيع خدمة هذا الصديق إلى الشاشة بأكملها. كما يتم دعم الصوت والنص الدردشة. بالإضافة إلى السماح لك محادثة الفيديو مع المستخدمين FaceFlow أخرى، فإن موقع يتيح لك بث البث المباشر من كاميرا ويب الخاص بك والحصول على عنوانها العام. يمكنك أيضا عشوائيا الفيديو الدردشة مع شخص ما من شبكة FaceFlow.

الثلاثاء، 26 يونيو 2012

كاميران خيري كلي ابراهيم
في الامس تظاهر الناس في مجمع خانصور ردا مدير ناحية سنون و المثقفين معه وكل من المهندسين و المقاول و بعضها النفوس الضعيفة الذين لديهم اسهم في مشروع ترميم الشوارع و تبليطها , واثناء المظاهرة حاول اعضاء جريدة مهدر الثقافي و الاجتماعي كل من الاعلامي عايد خيري و الاعلامي فيصل علي
و سيدو قاسم و مجموعة من المثقفين في التسلط على العمل الذي ينجز و لكن بعدما اكتشفوا بانه عمل فاشل و لا يوجد ارضية صالحة لايجاد المشروع صوروا الافلام و الحقائق و اجروا اللقاءات مع الناس حول الشلل الموجود في العمل و لم يكن
ذلك ترضى كثير الناس و المهندسين و المقاول , فاعطى الامر للشرطة و الاسايش بالتدخل وبضرب الاعدادية و حاولوا ايقاف الكامرات الفوتوغرافية لتجريدهم الذي سوف تظهر حقائقهم على الامر الواقع و الاختلاف على اموال الدولة و الفساد الذي كانوا
عليهم حول هذا المشروع,

الأربعاء، 13 يونيو 2012


الخيال العلمي ومستقبل الوعي الإنساني

كاميران خيري
مفهومان للخيال العلمي: الخيال العلمي كفن من فنون الكتابة, وهو فن روائي مستحدث في القرن العشرين, وليد الوعد الذي بشرت به الطفرة الهائلة في مجال تقدم العلوم والتقانة في عصر الصناعة, وآثار تلك الابتكارات القائمة والمحتملة, سلبا وإيجابا, على حياة المجتمعات والأفراد والبيئة.



وتمثل الاكتشافات والتطورات العلمية الفعلية والمتخيلة, خلفية العمل الروائي للتكهن بالإمكانات العلمية مستقبلا وبواقع حال المجتمعات والأفراد والطبيعة. وعرف أدب الخيال العلمي أسماء أدباء وسينمائيين ومفكرين عديدين من أمثال ألدوس هكسلي, وهربرت جورج ويلز, وعظيموف, وماريون زيمربرادلي, وكليف ستابلس لويس, وستابلدون وليام أولاف. وكانت لكتاباتهم تأثيرها الكبير في الخيال العلمي الحديث الذي عرف طريقه إلى الإخراج السينمائي.

الروائي والعالم: بين المغامرة المعرفية والطفرة الحضارية

وأدب الخيال العلمي هو خيال لروائي مثقف علميا, متابع لإنجازات العلوم, مجذوب مبهور باحتمالاتها, وتغدو كتاباته مسرحا تنطلق عبره خيالاته طليقة العنان بين الكواكب وفي الأعماق ومع الكائنات, وإن اتخذ من إنجازات العلوم منطلقا له مبشرا بوعد العلم أو منذرا بوعيده. ويفتح بكتاباته آفاق الكون ميسورة لخيال ومدارك العامة, ليتحد الإنسان مع الكون الذي يغدو على اتساعه اللانهائي بيئة مألوفة له, وموطنا يسكنه ويسكن إليه, ويتحرك فيه مؤمنا بقدرته على الفعل والتغيير. ويتميز أدب الخيال العلمي باتساع آفاق مداركه, واندفاع رغباته نحو البحث والمغامرة المعرفية, والسباحة بخياله, وربما بفعله مستقبلا, في أجواء الفضاء وأعماق الكون. إنه قارئ عصر حضارة الصناعة والمعلوماتية على عكس قراء تهويمات القصص عن عالم سفلي أو عالم الجان الذين يتطلعون إلى الكون في خوف ورهبة وضعف وسلبية.
وقد يكون الخيال العلمي, وهذا هو المعنى الثاني, خيال العالم الباحث. ومثل هذا الخيال حافز ومقدمة للإبداع, وهادٍ ومرشد لطريق البحث العلمي, وتعبير صادق عن حلم يغدو علما في المستقبل... ربما المنظور... أو ليبقى نقطة بحث في جدول أعمال البحث العلمي. هكذا كان خيال الإنسان بشأن اختراع طائرة مثلا, أو خياله بشأن النقل الإذاعي عبر الفضاء, وكذا خياله في القرن العشرين بشأن شبكة اتصالات عبر الأقمار الاصطناعية وهو ما تطور وتجسد في صورة شبكة الإنترنت, أوخيال راهن بشأن إنسان المستقبل.. الوعي والمعرفة, واتحاد وعي الإنسان بالتقانة, ودخول عصر جديد يصفه الخيال العلمي بأنه عصر ما بعد المعلوماتية أو عصر التقانة الواعية.
إن العالم في بحثه النظري أو المعملي يسبقه خياله المؤسس على المتوافر لديه من إمكانات وإنجازات, وبذا يكون خياله هنا خيالا علميا وإن لم يصغه في نسيج روائي.ويمثل الخيال العلمي هنا الوقود الروحي لقوى الابتكار التي تضع حلولا لمشكلات الحاضر, أو تنطلق بالإنسان ماديا وعقليا ومجتمعيا إلى مستقبل يتجاوز حدود وقيود الواقع الراهن. ومن ثم يكون الخيال العلمي عمليا سبيلا لطفرة تطورية تجسد نقلة حضارية ترتقي بالإنسانية.. أو هكذا ينبغي أن تكون, ما لم تفسده مخاطر وأطماع وشهوات الصراع الإنساني.
والخيال العلمي بأي من المعنيين مشروط اجتماعيا من حيث الميلاد والنشأة والنضج والشيوع. إنه وليد واقع اجتماعي منتج للعلم, سبّاق في مضمار المنافسة بين أحلام العلماء ومشكلات واقع حياة المجتمعات. وهو في غير مجتمعات العلم لطيم يتيم غريب, إن لم نقل غير موجود. وإن تيسرت قراءته ترجمة, فهو تزجية فراغ وتجل لمعجزات, وليس عدة باحث يرى الفعل العلمي والعقل العلمي أداة إنجاز وتحقيق أحلام.

الخيال العلمي وعلوم المستقبل

والخيال العلمي غير علوم المستقبل... ذلك أن علم المستقبل تخطيط لممكن تأسيسا على إنجازات واقع مدروس في ضوء مناهج بحث لعلوم متداخلة, وتأسيسا على احتمالات تكاد تصل إلى حد اليقين بفضل تطوير ما هو ميسور من إنجازات التقدم العلمي التقاني. ولكن الخيال العلمي, خيال العلماء, حلول مأمولة انطلاقا من البحث العلمي الدءوب, ومن خيال طليق يطوع الواقع... الممكن أداة في أيدي أهل النظر والسياسة والتخطيط, والمأمول حلم يراود العالم ويتحدى به الممكن ليتجاوزه, وربما تنفتح عليه أبواب وتتهيأ قدرات لم تكن في الحسبان.
ومن أمثلة هذا الضرب من الخيال العلمي أوخيال العلماء كتاب بعنوان: (عقل المستقبل - الذكاء الاصطناعي), تأليف جيروم كلايتون جلين, والذي كان مصدر وحي وإلهام لمدارس فكر فلسفي, ولأحلام علماء معنيين بالسيبرناطيقا والاتصالات. والكتاب في واقعه أقرب إلى الخيال العلمي, ورؤية علمية لمستقبل الإنسانية تأسيسا على وقائع وإنجازات العلوم الآن واحتمالات المستقبل المتمثلة في تجاوز عصر المعلوماتية إلى عصر ما بعد المعلوماتية... عصر التقانة الواعية, ونتائج ذلك على الإنسان والمجتمع والاقتصاد والسياسة.

التقانة الواعية

يوضح جلين أن المجتمعات الصناعية يسودها اعتقاد بشأن المستقبل يتمثل في أن البشر سيندمجون مع التقانة, وأن التقانة ستندمج مع الوعي. وأصبح بإمكان التقانة الآن أن تحاكي خصائص المعرفة عند البشر, وخصائص تركيب الصوت, والبرمجة الذكية للكمبيوتر. وسوف تجري صناعة أدوات وأجهزة متناهية الصغر نستخدمها ملحقات لأجسام البشر سواء لاستبدال أعضاء أو لمضاعفة القدرات. وهكذا تختفي تدريجيا مظاهر التمايز والاختلاف بين البشر والآلات. وتظهر التقانة الواعية ويبدأ معها عصر حضارة التقانة الواعية أو عصر ما بعد المعلوماتية. ويمكن فهم التقانة الواعية على أنها, حسب رأيه, نظرة إلى العالم ترى أن الحضارة تتطور في صورة متصل تقاني بشري, عن طريق اندماج التقانة مع أجسادنا, واندماج أجسادنا مع التقانة, وبذا تتوحد نظرة الفيلسوف الباطني والتقاني إلى العالم. ويرى أن تكوين تقانة متناهية الدقة والصغر لاستخدامها في أغراض علاجية أو لمضاعفة قدرات البشر يمثل اتجاها قويا نحو سبرجة الإنسانية, أي ظهور ما يسميه السيبورج أو الإنسان التقاني (الإنسقاني) حيث تتحد التقانة مع جسم الإنسان لأداء الوظائف الحيوية.
ومع زيادة معارفنا بشأن النمو الحيوي وكيفية محاكاته, سوف نعيد تنمية أجسامنا على نحو جديد, بدلا من عمليات الزرع الإلكتروحيوية, وهكذا تظهر كائنات فائقة القدرة. وليس هذا بغريب, حيث إننا الآن نصنع تقانة متناهية الصغر لتأدية مثل هذه الوظائف وكأنها ملحقات مكملة لأجسامنا, شأن منظم القلب. ويتوقع الوصول إلى تقانة تضاعف من قدرات أجسادنا, من ذلك: - زرع رقائق عصبية لتكون أدوات وصل إلكترونية مع الخلايا العصبية للمرء وتتصل بكمبيوتر. - زرع رقائق حيوية من مركبات عضوية وتؤدي الوظائف الحيوية العادية.
- شجرة المعرفة التي تجسد هذا العالم المتفاعل من الاتصال المشترك الحاسوبي والسمعي والبصري وأجهزة الاستعادة. ذلك أنه مع استخدام التقانة متناهية الصغر, ومع دمج المنظومات التقانية, وتوافر قابلية النقل والاتصالات وأدوات الاستشعار البيولوجية سوف تنشأ حالة ربط تربط المرء بالعالم بحيث يتمكن من الاتصال بكل من وما يريد الاتصال به.

شجرة المعرفة

إن شجرة المعرفة بهذا المعنى ستكون منظومة اتصال واستعادة متموضعة وشاملة العالم كله.
وهي منظومة حاسوبية وسمعية وبصرية عبر أقمار اصطناعية فائقة القدرة وتعمل مع أجهزة استقبال ذات قوة منخفضة محمولة بحيث يمكن نقلها وضبطها وملاءمتها للتركيب على هاتف أو راديو أو تلفزيون. وسوف تكون شجرة المعرفة هذه هي جواز السفر الحقيقي للمرء إلى المنظومات الكوكبية.
وتساعد على توسيع نطاق المعرفة والاتصال للمرء, ومن ثم نشوء علاقات متنوعة علاوة على زيادة تعقد وشدة الخبرة البشرية وتفاعلاتها على نطاق كوكبي. إنه إنسان فائق القدرة (سيبورج) معرفيا وفكريا أيضا.
وإذا كانت شجرة المعرفة هي جواز سفر المرء, فإنها هي وتقانة الوعي ستخلق إنسانا جديدا من حيث القدرات المادية والمعرفية والفكرية هو السيبورج - الإنسان فائق القدرات - مع توحد الجسم والأفكار. ولن ينتمي إلى هذا المحيط ويفيد به وينعم بثرائه إلا إنسان أو مجتمع استطاع بفضل مساهماته العلمية التقانية أن يتجاوز واقعه الراهن. ولن يتجاوزه إلا من ينتمي عضويا إلى شجرة المعرفة, جواز السفر الجديد. إنه إنسان وسعت قدراته المعرفية والفكرية أطراف الكون, يعيش شبكة كونية يتفاعل ويتواصل معها بفضل رصيده من فكر, ورصيده من فعل ونشاط, ورصيده من أحلام المستقبل, أي الخيال العلمي. ويرى البعض هذا بشيرا لحياة أفضل, ونذيرا للمجتمعات التي آثرت التواكل.
ويقول جلين إن الأفكار تدفع وتصوغ مستقبل العلم والتقانة, ولكن الكيفية التي نسوس بها الأفكار هي التي تحدد معدل ونوع الاكتشافات العلمية, مما يعني تطوير منهج جديد لإبداع وإدارة الأفكار. يضاف إلى هذا بنوك المعرفة والمعلومات التي تختزن الأفكار وتنظمها في صورة نسقية أو في صورة علم لقوانين الفكر سوف تجعل جهدنا في إدارة الأفكار أمرا سهلا, وسوف يكون للقائمين بإبداع وتنظيم واستثمار هذه الأفكار قدراتهم الفائقة بفضل امتلاكهم لهذا الرصيد وقدرتهم على إدارته وتغذيته. وطبيعي أن الاندماجات الجديدة بين الوعي والتقانة, وربط قواعد وقوانين المعلومات المستقبلية بشبكات الكمبيوتر الدولية وشجرة المعرفة الكوكبية, كل هذا سوف يؤدي وبشكل جذري إلى سرعة توليد وتحليل أفكار جديدة ومهولة من حيث الكم, ومتلائمة مع قدرات السيبورج, الإنسان المتحد مع التقانة المجسدة في الوعي الكوكبي... أو العقل الكوكبي المتفاعل مع الأفراد بإمكاناتهم الجديدة التي هيأها العلم والتقانة. وهنا يكون عقل المرء عقدة وصل عصبية داخل شجرة المعرفة. وجاء هذا الخيال منطلقا لمدرسة علمية فلسفية معاصرة تحمل اسم مشروعها الطموح أو مشروع المبادئ الأساسية للسيبرنية. وتعكف المدرسة على دراسة مستقبل التقانة والعقل في المجتمع, وهو ما سوف نعرض له في مقال آخر. ودفع هذا الخيال العلمي مفكرين آخرين من أمثال جون بي. كلعون إلى بحث إمكان بناء ما يسميه الإضافة المخية, أي إضافة رقائق عصبية تقانية مكملة للمخ. ويتنبأ بأن أجهزة تماثل الكمبيوتر ومنظومات متشابكة ومتداخلة من هذه الأجهزة سوف تحاكي الوظيفة البيولوجية للمخ, ومن ثم معالجة أكثر كفاءة وفعالية لمنتجات فكر المخ البشري, ومعالجتها لاستخدامها مرة ثانية في التأمل البشري وتهيئة إمكانات لطفرات حضارية متوالية.

برمجة المخ

ويرى مفكر آخر هو تيموثي ليري أن التاريخ في جوهره هو حوار بين الجهاز العصبي المركزي وبين الدنا DNA. ومن ثم فإن الكشف عن أسرار (الدنا) من بين القضايا الأساسية في البحث من أجل إعادة ابتكار الحياة بفضل إنجازات الهندسة الوراثية. ويؤكد أن الدنا تصنعنا تاريخيا, ولكننا نتقدم باطراد من أجل إعادة صنع وصوغ الدنا تماما مثلما نصنع الكمبيوتر والروبوت وإذا بهما يعيدان صنعنا, أي تنقلنا التقانة إلى حياة جديدة الصياغة والقدرات والآفاق.
ومثل هذه الحياة المتخيلة والممكنة سوف تخلق إطارا فكريا/ثقافيا لبرمجة مخ الإنسان على النحو الذي نبرمج به الكمبيوتر. وليس في هذا جديد من حيث النهج, حيث إن دور الثقافة الاجتماعية تاريخيا هو برمجة المخ على أساس ما نسميه فضائل نلتزمها ورذائل نتجنبها ونصوغ ما نسميه الضمير.
لهذا, فإن الاستعداد لحياة المستقبل يستلزم ما يصفه جلين بعبارة كهربة التعليم, أي إحداث تغيير ثوري جذري في التعليم وصولا إلى تعليم يخلق أذكياء..أي المُنْتَج هو الذكاء. ويقول ناقدا حياة الغرب التعليمية: إن خطأنا الأساسي أننا ندفع مقابل مدخلات تعليمية ولا ندفع مقابل مخرجات تعليمية... وأهم هذه المخرجات الذكاء... والقدرة الإبداعية... وخلق الحافز الذي يحفزنا لكي نكون أذكياء ذوي مناعة ضد وسائل الحروب الجديدة. إن الصراع قاعدة الحياة. وإن الحروب بين المجتمعات كان هدفها في عصر الزراعة السيطرة على الأرض. وكان هدفها في عصر الصناعة السيطرة على رأس المال الإنتاجي وعنصره. ولكن الحروب في عصر المعلومات هدفها السيطرة على العقول. وإذا استطعت أن تجعل العالم يغير عناصر مدركاته وتفكيره ليفكر على نحو ما تريد أنت, إذن لا حاجة للغزو بجيش بري, والنصر لزاما للأقوى علميا وتقانيا, للأذكى المشارك عضويا في حضارة المستقبل. إنه سيد حضارة العصر الجديد, حضارة عصر التقانة الواعية أو عصر ما بعد المعلوماتية والمتحكم في شجرة المعرفة. وهنا مناط التمييز والتمايز بين خيال علمي حافز وتخييلات أو تهويمات مفارقة لا تضع أقدام أصحاب
مقدمة 
الكون هو كل شي في هذا الوجود من مادة وطاقة , و مادته الصغيرة من كواركات والكترونات وغيرها متماسكة مع بعضها لتكوين أجزاء اكبر هي الذرات والتي بدورها وبتماسكها مع بعضها تشكل الجزيئات , والجزيئات تجتمع مع بعضها لتكون الغبار والأجرام السماوية التي منها النجوم والكواكب والأقمار والكويكبات والشهب وغيرها , وتجتمع النجوم ضمن مجموعات كبيرة جدا تعرف بالمجرات والتي توجد بدورها ضمن مجموعات أكبر تدعى عناقيد المجرات والتي تجتمع مع بعضها في ما فوق العناقيد المجرية مكونة الكون الكبير ضمن حلقة دائرية كبيرة تمتد من الكوارك حتى المجرة .
ويحتوي كوننا على العديد من الأسرار والألغاز لعل من بين أشدها غموضا لغز الثقب الأسود الخفي , الذي يعد من أكثر الأسماء غرابة في عالم الفيزياء وأكثر الظواهر إخافة , وهي نقاط رعب في السماء , ويعتقد بأن الثقوب السوداء قد تكون الأداة الكونية التي سخرها المولى عز وجل لطي السماء وما يحيط بها من أجرام , راتقة الكون في نقطة تفرد كما بدا. قال تعالى ( يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده ) .
وقبل الحديث عن الثقب الأسود يجب التعرف على النجوم بشكل أكثر ؛ و معرفة كيف تولد وكيف تعيش؟ وكيف تموت ؟ وكيف وصل بها المطاف لتصبح ثقبا اسود في هذا الكون .؟

حياة النجوم : 
ولدت النجوم بعد ولادة الكون , فبعد الانفجار العظيم ظهرت ذرات الهيدروجين الثقيل (الأول) واجتمعت هذه الذرات مع بعضها ومع الغبار الكوني فيما يعرف بالسديم الذي هو عبارة عن سحابة من الغاز والغبار الكوني ونتيجة لوجود ذرات الهيدروجين وبتأثير من قوة الثقالة تتقلص السحابة وتزداد درجة الحرارة والضغط حتى تقترب الذرات من بعضها البعض لمسافات معينة تظهر عندها أثر القوة النووية حيث يندمج الهيدروجين مع بعضه ليكون الهيليوم ويشع باقي الكتلة طاقة وينبعث الضوء حسب معادلة اينشتاين , وتعد هذه اللحظة بالذات ولادة النجم , وينتقل بعدها النجم لحياته الطبيعية التي يستهلك خلالها غذائه النووي ويقدر عمر النجوم من خلال مدى إشعاعها ( أي اللون الذي تظهر فيه ) , فنجم مثل شمسنا ( التي تعتبر من النجوم المتوسطة ) يقترب لونها من البرتقالي ويقدر عمرها بعمر الشباب , ويوجد بها وقود يكفي خمسة آلاف مليون سنة فقط !! ‍وبانتهاء التفاعلات النووية في باطن النجم تبدأ مرحلة جديدة هي مرحلة الشيخوخة أو مرحلة الموت حيث تتحول النجوم إلى عمالقة حمراء نتيجة القوى الشديدة داخلها , وبتوالي عمليات الاندماج النووي يأخذ النجم في استهلاك طاقته دون إمكانية إنتاج المزيد منها مما يؤدي إلى تقلصه في الحجم وبذلك يصبح النجم كثيفا بما فيه الكفاية وعندها تصبح قوة التنافر أقل من قوة الجاذبية وتعرف بحدود ( شاندرا زيخار ) وعندها فان مصير النجم سيحدد طبقا لمقدار كتلته .

الحالة الأولى : إذا كـانت كتلة النجم مثل كتلة الشمـس أو اقل قليلا فان النجم يتقلص متحولا لقزم ابيض ذو حجم مثل حجم الأرض وذلك لان قوة التنافر بين الالكترونات اكبر من باقي القوى ولا يشع القزم الأبيض .
ومن امثلته الشمس التي ستبتلع كوكب عطارد والزهرة والأرض والمريخ وتصل لحدود المشتري وذلك في مرحلةالعملاق الأحمر وتعود بعد فترة كونية لقزم ابيض.

الحالة الثانية : إذا كانت كتلة النجم اكبر من كتلة الشمس بـ 1,4 فانـه أثناء نضوب طاقته سيتهاوى تلقائيا , وخلال هذا الانهيار فان الالكترونات السالبة الشحنة والبروتونات الموجبة الشحنة ستتحد مكونة نيترونات متعادلة الشحنة , ويتوقف هذا الانهيار عندما يصبح ضغط النيترونات عاليا ليساوى تأثير قوة الجذب للداخل ( أي أن الضغط الغازي يماثل قوة الجاذبية ) وبذلك يصبح ما بقي من مادة النجم نجما نيترونيا ذا نصف قطر يصل إلى عشرات الأميال مع كثافة عالية تعد بمئات الملايين من الأطنان في السنتيمتر المربع .

الحالة الثالثة : إذا كانت كتلة النجم اكبر بثلاثة أضعاف كتلة الشمس , فلا يتمكن أي من الالكترونات أو البروتونات من مقاومة عملية ألتقص ألتثاقلي للنجم وسيستمر النجم في الانهيار حتى تنضغط جميع كتلته في نقطة ذات كثافة لا نهائية تـسمى ( نقطة التفرد ) 
وقبل الوصول لهذه المرحلة فان النجم المـنهار سيعبر من داخل نصف قطر شـوارزشيلد الخاص به مختفيا عن الأنظار ومكونا ( الثقب الأسود ) وهذه المرحلة لا يمكن إدراكها بصورة مباشرة , ولكن يمكن تحديد مواقعها بعدد من الملاحظات غير المباشرة مثل صدور موجات شديدة من الأشعة السينية من الأجرام الواقعة تحت تأثيرها , أو اختفاء الأجرام السماوية بمجرد الاقتراب من مجال جاذبيتها . 

هل الثقوب السوداء هي ثقوب فعلا ؟ 

الثقوب السوداء ليست ثقوبا على الإطلاق وإنما نقيض ذلك بحيث إنها كتلة كبيرة انكمشت إلى حجم صغير جدا ذو كثافة عالية , وطبقا لنظرية اينشتاين , فان قوة الثقالة في جرم كالثقب الأسود تعد كبيرة جدا بحيث أنه يجب إليه كل من جاوره من مادة وضوء . والآن يمكننا تعريف الثقب الأسود ..

تعريف الثقب الأسود : 

هو عبارة عن منطقة في الفضاء الزمكاني تكون فيها الجاذبية قوية جدا , بحيث لا يمكن أن ينفلت منها أي ضوء أومادة أو إشارة من أي نـوع , وهذا إما يكون نتيجة انهيار نجوم عملاقة بعد أن تنتهي عملية التوازن بين الضغط والجاذبية نتيجة حرق المواد الخفيفة وتحولها لمواد ثقيلة كالحديد , وإما أن يكون نتيجة تمركز كتلة كبيرة جدا من عشرات النجوم في حيز صغير نسبيا في قلب المجرة . 

ماهية الثقوب السوداء : 

يتكون الثقب الأسـود البسيط غير الدوار , من نقطة تفرد مركزية تحيط بها منطقة كروية لها نصـف قطر يسمى شعاع شوارزشيلد وفي نصف القطر هذا تكون الجاذبية قوية جدا ولا يمكن لأي شيء الهروب منه , وتسمى حدود تلك المنطقة بـ ( أفق الحدث ) وهـي عبارة عن حدود منطقة الزمكان ( الزمان 0المكان ) التي لا يمكن الإفلات منها ,وتعمل على شكل غشا ذو اتجاه واحد وهو داخل الثقب لا خارجه وهو مسار الضوء في الزمكان وهو يحاول الإفلات من الثقوب السوداء .
وبما انه لا شي يسـير أسرع من الضوء فان أي شي يقع في هذه المنطقة سوف يبلغ بسرعة منطقة ذات كثافة عالية ونهاية الزمان , أي انه لا تصل معلومات ولا أي حادث ممكن حصوله داخل تلك الحدود ( حدود أفق الحدث) والى العالم الخارجي . ومن المعروف من قوانين النسبية العامة أن المكان والكتلة كميتان مترابطتان , فالكتلة تسبب ميل المكان وانضغاطه , والمكان يحدد مسار المادة . 
ففي الفضاء العادي كلما زادت الكتلة زاد الميل , وإذا زادت الكتلة بشكل كبير جدا تصبح نهاية الميل نقطة شاذة تكون عندها الجاذبية عالية لا يفلت منها الضوء وهي الثقب الأسود . 
وهذه صورة بدائية بسيطة توضح الثقب الأسود , باعتبار سرعة الهروب اقل ما يمكن والكتلة لانهائية , وبذلك فان الطاقة الكلية تساوي الطاقة الحركية بالإضافة لطاقة الوضع :

Et = ½ m v² - (G m M)/ R 

وإذا اعتبرنا الطاقة الكلية محافظة ( أي أنها تساوي صفر ) , فإننا نستطيع إيجاد سرعة الهروب والتي تعطى بالمعادلة : 
v = √(2GM)/R 

نفرض أن جسما سرعة هروبه هي سرعة الضوء , وعلى ذلك فان نصف القطر لهذا الجسم R هي : 

R = (2mG )/C² حيث m هي كتلة الشمس ..
وبالتالي نجد أن : 
R = 3m km 

وهذا يسمى نصف قطر شوارزشيلد وهو اقل قطر ثقب اسود , وعند هذا القطر نجد إن الكثافة تساوي 10اس 19 g/cm³ ..

ما هو شكل النجوم التي تكون منها الثقب الأسود وهل يجب أن تكون مكورة ؟ 


إن الطاقة التي يفقدها نجمين في بث مـوجات جاذبة تجعلهما يلتويان الواحد تجاه الآخر, وقد بين عالم كندي أن الثقوب السوداء غير الدواره وفقا للنسبية العامة لابد أن تكون بسيطة جدا فهي كروية وقـد تبين أن موجات الجاذبية المنبعثـة من انسحاق النجم تجعله أكثر كروية والى أن يستقر ويصـبح بشكل كروي دقيق , وبالتالي فان أي نجم دوار يصبح كرويا مهما كان شكله وبنيته الداخلية معقدتين . سوف ينتهي بعد انسحاقه إلى ثقب اسود كروي تماما يتوقف حجمه على كتلته.
وقد جاء العالم دوي كير مجـموعة من الحلول لمعادلات النـسبية العامة , والتي تصف الثقوب السوداء الدوارة , فإذا كانت الدورات صفر يكون الثقب الأسود كروي تماما 
وإذا كانت غير الصفر فان الـثقب ينتفخ نحو الخارج قرب مستوى خط استواءه (تماما مثل الأرض منتفخة من تأثير دورانها ).

تباطؤ الزمان و الإزاحة الحمراء
:

من المفاهيم التي وضحتها النسبية العامة أن عقارب الساعات تسير ببطء اكبر في وجود مجالات جاذبية عالية وذلك عند مقارنتها بالمجالات الضعيفة , وقد أيدت هذا المفهوم العديد من التجارب العملية ويصبح هذا التباطؤ التجاذبي للزمان كبير جدا في مجالات الجاذبية القوية المتوفرة بجوار أفق الحدث للثقوب السوداء .
وبفرض أن رجل يحمل ساعة دقيقة وهو ساقط من مكان بعيد نحو أفق الحدث لثقب اسود بينما يراقبه راصد آخر من مكان بعيد وآمن , فعندما يكون رجل الفضاء هذا بعيدا عن الأفق فان الساعة ستكون متوافقة مع ساعة الراصد , وعندما تقترب هذه الساعة من الأفق فان تباطؤ الزمان التجاذبي سيكون واضحا أكثر فأكثر وسيلاحظ الراصد إن ساعة رجل الفضاء تسير بصورة أبطأ من تلك التي لديه . 

وعندما يصل رجل الفضاء بساعته إلى منطقة الحدث فان الفترة الزمنية بين اللحظة الأخيرة والتي تسبقها بالنسبة للراصد ستكون طويلة بشكل غير متناه وسيستنتج الراصد البعيد ان الزمن قد يتوقف بالنسبة لرجل الفضاء كما انه هو وساعته سيدوران حول افق الحدث إلى الأبد , أما بالنسبة لرجل الفضاء المتجهة نحو مركز الثقب هو وساعته فسينقضي الزمن بشكل طبيعي حيث انه سيقتحم أفق الحدث ويصطدم بنقطة التفرد بعد حوالي واحد من العشرة آلاف من الثانية ومع الفارق الكبير الظاهر بين الشخصين إلا أن وجهة نظر كل منهما صحيحة تماما وذلك حسب الإطار المحدد والموجود فيه وبالمثل أيضا فان النجم المنهار سيبدو لمشاهد بعيد على انه يدور في أفق الحدث إلى الأبد ولكن في حقيقة الأمر سيتلاشى ذلك النجم عند وصوله لتلك المنطقة وذلك بسبب الإزاحة الحمراء التجاذبية وهي الظاهرة التي مفادها :/ أن الضوء الخارج من مصدر جذب قوي سيفقد طاقة فيقل تردده كما أن طوله الموجي سيزداد , وقريبا من أفق الحدث فان الإزاحة الحمراء التجاذبية تكون كبيرة جدا , ولكنها عند الأفق تكون كبيرة بشكل لا نهائي.

وعندما يصل النجم المنهار إلى نصف قطر شوارزشيلد فان جميع موجات الضوء المنبعثة منه تمدد بسرعة بعيدا عن المدى المرئي , وعندها تكون المسافة بين الموجة النهائية والسابقة لها وذلك من وجهة نظر المشاهد كبيرة بشكل لا نهائي وتكون الطاقة التي تحملها الموجة مساوية للصفر ومن ثم فان النجم المنهار يتلاشى . 

الثقوب السوداء المتبخرة : 

الثقوب السوداء لا ترسل أيا كان باتجاه الخارج ولكنها بدلا من ذلك تستمر في امتصاص أي مادة أو إشعاع يسقط في أفق الحدث . 
وعند مقارنة القوانين المؤثرة في تداخلات الثقوب السوداء مع قوانين الديناميكا الحرارية , وبالأخذ بعين الاعتبار ظاهرة الكم , فقد وضح ستيفن هوكنز أن للثقب حرارة محددة ولذا فانه سيشع طاقة وجسيمات , فثقب اسود ذو كتلة تساوي كتلة الشمس , تكون درجة حرارة سطحه تساوي 017 كلفن ( واحد من العشرة ملايين من الدرجة فوق الصفر المطلق ) , وعند مثل هذه الحرارة لا يشع الثقب الأسود سوى كمية من الممكن إهمالها بل انه سيمتص أكثر مما يشع من المادة والإشعاع . 
إلا أن درجة حرارة الثقب الأسود تتناسب عكسيا مع كتلته , فلو كان لدينا ثقب اسود كتلته تساوي 1 بليون طن فان حرارته ستكون في حدود 0121 كلفن وسيشع بشكل كبير جدا وكلما قلت كتلة الثقب الأسود كلما ازدادت حرارته وفقد كتلته ومادته بشكل أسرع , لذا فان صحت فكرة هوكنز فان الثقوب السوداء ستفقد كتلتها بمعدل سريع جدا , متبخرة وينطلق منها جسيمات و أشعة جاما قوية .

الثقوب السوداء كمصدر للطاقة :

بالرغم انه لا يوجد طاقة تنبعث من أفق الحدث إلا إن المادة الساقطة نحوه تسير بسرعة الضوء لذا فان طاقته الحركية ستتحول إلى حرارة وطاقة إشعاعية إذا ما سقطت في قرص الالتحام ( قرص من المادة خارج أفق الحدث ) .
إن تحطم نجم ليشكل ثقبا اسود أو التهام كمية هائلة من المادة بـثقب اسود أو اصطدام و اتحاد ثقبين أسودين هي أمثلة على عمليات لإنـتاج كميـة مهولة من الطاقة , معظمها على شكل موجات تجاذبية وعملية إنتاج وتحرير الطاقة هذه اكبر بكثير من تلك التي للاندماج النووي والتي تحرر في النجوم .
إن الثقوب السوداء الموجودة في الأنظمة المزدوجة والتي تلتهم الكتلة والمادة من النجوم المحيطة بها , أو الثقوب السوداء العملاقة والتي تبتلع سحب الغاز, والنجوم في مراكز المجرات قد تكون من أقوى مصادر الطاقة في الكون . 

الثقوب السوداء الدوارة :


إن الخصائص الوحيدة الثابتة التي من الممكن قياسها من راصد بعيد هي : الكتلة ,والعزم الزاوي ( مقدار كمية الحركة الدورانية داخل جسم ما ) , والشحنة الكهربائية .
وتختلف الثقوب السوداء الدوارة عن تلك المستقرة غير الدوارة في عدد من الأمور , حيث يعتمد نصف قطر أفق الحدث على كل من الكتلة والعزم الزاوي للثقب الدوار , كما يحيط به منطقة على شكل قطع ناقص تسمى الارجوسفير والذي لا ينجو شيء من الانجذاب نحو اتجاه دوران الثقب , ومن الممكن اشتقاق جزء من طاقة دوران ثقب اسود وذلك بإرسال جسيم إلى منطقة الارجوسفير , فإذا انشطر هذا الجسيم إلى جزأين داخـل الارجوسفير بحيث ان احدهما سقط في الثقب الأسود فان الآخر سيظهر حاملا طاقة اشد من تلك للجسيم كاملا وتسـمى هذه الظاهرة بظاهرة (نسور ) وهو اسم مكتشف هذه العملية .
كما أن نقطة التفرد في الثقب الأسود الدوار تكون على هيئة حلقة أو خاتم بدلا من نقطة , ومن الممكن نظريا لجسيم أو راصد مثلا من أن يسقط في منطقة أفق الحدث لتجنب الاصطدام بالتفرد وان يظهر في موقع آخر من زمان كوننا هذا . 

أول دليل لرصد الثقوب السوداء :
ورد مؤخرا انه تم رصد أول دليل مادي على وجود ثقب اسود ( سيجنس XR-1 ) في مركز كوكـبة الدجاجة والذي يبعد عن الأرض بمقدار 6000 سنة ضوئية وقد وجد إن الغاز المنبعث من نجم مجاور له يتم سحبه إلى ثقبه الأسود , حيث رصد منظار هابل الفضائي ومضات لأشعة فوق بنفسجية من غاز ساخن يدور حول هذا الثقب .
ولا يرصد ذلك إلا عندما ينجذب الغاز خلال الحافة الخارجية للثقب الأسود ( أفق الحدث ) ولم يتمكن منظار هابل من رصد هذه المنطقة لأنها صغيرة جدا بالإضافة لبعدها الشاسع ولكنة تم رصد حالتين لإشارات فوق بنفسجية متلاشية لغاز ساخن يدخل الثقب الأسود , وقد تم اخذ هذه الأرصاد على بعد 1600 كم فقط من أفق الحدث .

كيف يمكن اكتشاف أو استشعار الثقب الأسود بما انه لا يبعث ضوء ؟

يمكن ذلك من خلال دراسة القوة التي يمارسها الثقب الأسود على الأجسام المجاورة , ومع هذه الجاذبية العالية والطاقة الهائلة التي يبثها الثقب الأسود فانه قد يتولد جسيمات ذات طاقة عالية جدا قرب الثقب الأسود , ويكون الحقل المغناطيسي شديدا بحيث تتجمع الجسيمات في نوافير تنطلق خارجا على طول محور الدوران . فقد شوهد نجم يدور حول آخر غير مرئي , ولكن ليس هذا شرط أن يكون النجم غير المرئي ثقب اسود فقد يكون باهت .

ما هو احتمال مشاهدة هذه الثقوب ؟
قد يتم البحث عن أشعة جاما التي تبثها الثقوب السوداء الأولية طوال حياتها ومع أن معظم الإشعاعات ستكون ضعيفة بسبب بعدها ولكن اكتشافها يكون ممكنا ومن خلال النظر إلى خلفية أشعة جاما لا يوجد أي دليل على ثقوب سوداء أولية ولكنها تفيد بأنه لا يمكن تواجد أكثر من 300 منها في كل سنة ضوئية مكعبة في الكون , ولمشاهدة ثقب اسود أولي يجب كشف عدد من أشعة جاما صادرة في اتجاه واحد خلال مدى معين من الزمن ( كأسبوع مثلا ) من خلال جهازاستشعاركبير لأشعة جاما , ويجب أن يكون في الفضاء الخارجي لان أشعة جاما لا يمكنها اختراق الطبقة الهوائية . 
القمران الصناعيان اللذان تمكنا من تقديم الدليل وللمرة الأولى على أن ثقبا اسود كبير يمزق ويستوعب جزءا من احد الكواكب التي ابتعدت عن مسارها وهما ( شاندرا ) التابع لوكالة الفضاء الأمريكية و ( نيوتن – XMM ) التابع لوكالة الفضاء الأوروبية ,يمثلان أجهزة استشعار كبيرة لأشعة جاما .
وتعتبر الطبقة الهوائية للأرض بكاملها اكبر مكشاف ( أشعة جاما ) يمكنه التقاط وتحديد نقط الثقوب السوداء . 

الهدف من دراسة الثقوب :
إن دراسة الثقوب السوداء بأنواعها المختلفة تؤكد على صحة النظريات الموضحة للمراحل التي يمر بهـا الكون بدءا من الانفجار الكبير ( الفتق ) حتى نهايته ( الرتق ) , وقد يستطيع البشر مستقبلا استغلال الطـاقة الصادرة منها حيث إن الثقوب السوداء من أقوى مصادر موجات التجاذب , وبدراسة هذه الثقوب نستطيع التعرف على قوى أساسية في الكون وهي الجاذبية الأرضية,كما إنها تشبع رغبة البشر الدءوبة للبحث والمعرفة وخاصة أنها من أكثر الأجرام السماوية غموضا في الكون , وأخيرا فهي دافع قوي للتفكر والتدبر في آيـات إعجاز الخالق في الكون , وأنها كلام الله الخالق الذي أبدع هذا الكون بقوة وحكمة وقدرة وعلم .

الخاتمة :

إن النسبية العامة بعظمتها جاءت للعلم ببعض أسرار الكون المخيفة وسيأتي العلم في المستقبل القريب بأسرار أكثر غرابة , و كل بحث عن طبيعة الكون وآفاقة وكل كشف عن بعض ألغازه وعجائبه تفيض إلى مساحات ممتدة الأبعاد مما نجهل عنه , وسيبقى الكون دائما وأبدا منبع للألغاز, وما تم اكتشافه حتى اليوم ماهو إلا غيض من فيض من مكتشفات مثيرة مازالت تنتظر . وصدق الله القائل : ( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ) . 

المجموعة الشمسية - كوكب الأرض

عطاردالزهرةالأرضالمريخالمشتريزحـلأورانوسنبتـون

الشمس
الكواكب
حزام الكويكبات
المذنبات
الشهب والنيازك
الكويكبات الخارجية
سحابة أورت
حزام كيوبر
الرحلات الفضائية





إضغط الصورة للتكبير
الارض ويظهر القمر
في أعلى يسار الصورة

شكل الارض قبل إنفصال القارات













طبقات الغلاف الجوي للأرض














ظاهرة الشفق القطبي التقطت في كندا

ظاهرة الشفق القطبي التقطت في امريكا

 

متوسط المسافة من الشمس
150 مليون كيلومتر
قطر الكوكب
12,756 كيلومتر
الفترة الفلكية للدوران حول نفسه
23.9345 ساعة



كوكب الارض ثالث كواكب المجموعة الشمسية، وهو الكوكب الوحيد من ضمن كواكب المجموعة الذي يدعم الحياة وتتوفر فية كل سبل الحياة، ويقدر عمر الارض بنحو 4.5 مليار عام.

ويقدر العلماء بأن اول من سكن الارض كائنات دقيقة منذ نحو 3.5 الى 3.9 مليار عام وبدأت في الماء اول ما بدات، وان اول حياه على الارض بدات بنباتات بسيطة كانت منذ 430 مليون سنة، تبعتها الديناصورات بعد ذلك بنحو 225 مليون سنة، اما الانسان فيقولون انه عمره على الارض حوالى مليون سنة وهناك اختلافات كثيرة والله اعلم وقد كان الغلاف الجوي للارض في بدايتها يحتوي على ثاني اكسيد الكربون في معظمه، اما الان فان فهو النيتروجين والاكسجين.

تسير الارض بسرعة 108,000 كيلومتر في الساعة وتقع على مسافة متوسطه من الشمس تقدر بحوالي 150 مليون كيلومتر (93.2 مليون ميل)، تأخذ الارض 365.256 يوم للدوران حول الشمس و 23.9345 ساعة لتدور حول نفسها، لها قطر يبلغ 12,756 كيلومتر من عند خط الاستواء، فقط بضعة مئات الكيلومترات أكبر من كوكب الزهرة، جو الارض يتكون من 78 % نتروجين، 21 % أوكسجين و1 % غازات أخرى، وميل محورها يبلغ 23.45 درجة وسرعة الهروب الإستوائية هي 11.18 كيلومتر/ثانية ومتوسط درجة حرارة السطح 15° والضغط الجوي يعادل 1.013 بار.

الأرض هو الكوكب الوحيد في النظام الشمسي الذي يأوي الحياة، دورة كوكبنا السريعة ومركز الارض من النيكل الحديدي السائل يسبب حقل مغناطيسي يغلف الكوكب، الذي يشكل مع الغلاف الجوي حماية من الإشعاع الكوني الضار الذي ترسله الشمس والنجوم الأخرى، كما أن الغلاف الجوي للأرض يحمينا منالنيازك، الذي أغلبه يدمر نتيجة الإحتكاك قبل ان يتمكن من أن تضرب سطح الارض.

من رحلاتنا إلى الفضاء، تعلّمنا الكثير عن كوكبنا، القمر الصناعي الأمريكي الأول، اكسبلورر 1 إكتشف منطقة إشعاع حادة تسمى حزام إشعاع "فان الين"، هذه الطبقة مشكلة من سرعة إنتقال شحنات الجزيئات المحصورة بمجال الأرض المغناطيسي في منطقة على هيئة كعكة تحيط بخط الإستواء. النتائج الأخرى من الأقمار الصناعية عرفتنا أن حقل كوكبنا المغناطيسي منحرف على شكل دمعة عين بتأثير الرياح الشمسية، نعرف أيضا الآن بأن جو الارض الأعلى الناعم والذي نعتقده ساكن وهادئ فهو يضطرب بالنشاط ويزداد في النهار ويتقلص في الليل متأثرا بالتغييرات في النشاط الشمسي، وتساهم الطبقة العليا في المناخ والطقس على الأرض.

بجانب تأثر طقس الأرض بسبب النشاط الشمسي هناك ظاهرة بصرية مثيرة في جونا، فعندما تصبح الجزيئات المشحونة من الريح الشمسية محصورة في حقل الأرض المغناطيسي، تصطدم بالجزيئات الجوية فوق أقطاب كوكبنا المغناطيسية، ثم تبدأ بالتوهج تلك الظاهرة تعرف بالشفق القطبي أو الفجر القطبي.

الغلاف الجوي للأرض

الغلاف الجوي للأرض هو طبقة غازية تتكون من خليط من الغازات وتحيط بالكرة الأرضية وتحافظ عليها جاذبية الأرض من الإنفلات إلى الفضاء الشاسع، ويتكون خليط الغازات هذا في معظمه من غاز النيتروجين الذي يمثل حوالي 78 % ويليه غاز الاكسجين بنسبة 21 % وغازات اخرى مثل الارجون وثاني أكسيد الكربون وبخار الماء والهيدروجين والهليوم والنيون والزينون.

ولهذا الغلاف الجوي أهمية قصوى للأرض فهو يوفر البيئة الصالحة للحياة حيث يزود المخلوقات الحية بالهواء اللازم للتنفس، ويعتبر درعا واقيا لها يحمي سكان هذا الكوكب من الإشعاعات الكونية الضارة، وخاصة الأشعة فوق البنفسجية، كما انه ينظم انتشار الضوء بشكل مناسب ويسمح بنفاذ الأشعة المرئية والاشعة تحت الحمراء وغيرها من الاشعات الحرارية والضوئية القادمة من الشمس والتي تمتصها الأرض مما يوفر الدفء وتوزيع مناسب لدرجات الحرارة، ولو لم يكن هناك غلافا جويا لتجاوزت درجات الحرارة 200 درجة مئوية، ويحميها ايضا من النيازك والشهب حيث يتفتت معظمها قبل وصوله إلى سطح الأرض نتيجة أحتكاكه بالهواء وأحتراقه، كما أنه هو الوسط الذي تنتقل فيه الأصوات ولولا وجود الهواء لساد سكون وهدوء مخيف على سطح الأرض.

يقسم الغلاف الجوي للارض إلى خمس طبقات، يكون اسمكها قرب السطح ويخف تدريجيا بالإرتفاع حتى يندمج في النهاية بالفضاء الخارجي.والطبقات هي:

 الطبقة الأولى فوق سطح الارض وتحتوي نصف جو الأرض وفيها يحدث الطقسTroposphereطبقة تروبوسفير

هي الطبقة الاولى للغلاف الجوي للأرض، الهواء في هذه الطبقة مختلط بشكل جيد جدا ودرجة الحرارة تتناقص بالإرتفاع إلى أعلى، الهواء في تربوسفير يسخن بسرعة عند ملامسته للأرض، وتنتشر الحرارة عبر تربوسفير لأن الهواء غير مستقر قليلا، ويحدث الطقس في تلك الطبقة، وحيث أن الغلاف الجوي لا يكون على حالة ثابتة فأحيانا يكون مستقر وأحيانا أخرى غير مستقر، فإذا كان غير مستقر تتكون الغيوم، واذا زادت حدة عدم استقرار الطقس، تتشكل الغيوم والعواصف، وعندها تتحرك تكتلات الهواء للاعلى وتبرد، التكتلات الهوائية لا ترتفع او تتحرك مالم يبدأ تأثير جوي في تحريكها، لهذا يبدو الهواء غير مستقر لكنه ما زال يبدو صافيا، فليس هناك آلية رفع لحمل الهواء على التحرك.

هذه الطبقة مستقرة جدا لذا تستخدمها الطائرات في الطيران خلالها، وتحوي أيضا طبقة الأوزون الني تمنع الأشعة الضارة القادمة من الشمس.
Stratosphereطبقة ستراتوسفير

طبقة الستراتوسفير تقع فوق طبقة تربوسفير، في هذه الطبقة تزداد درجة الحرارة بالإرتفاع، يسبب الأوزون الموجود في تزايد درجة الحرارة في هذه الطبقة، يتركز الأوزون حول إرتفاع 25 كيلومتر، وتمتص جزيئاته أنواع خطرة من الاشعاع الشمسي والتي تعمل على تسخين الهواء حولهم.

في هذه الطبقة يتم تدمير الشهب وأجزاء من النيازك التي تتساقط على الارضMesosphereطبقة ميسوسفير

تعلو طبقة ميسوسفير طبقة ستراتوسفير، وفيها يختلط الهواء نسبيا وتتناقص درجات الحرارة بالإرتفاع، وتصل درجة حرارته الأبرد حوالي -90° ، وهي الطبقة التي فيها تدمر الكثير من الشهب والنيازك التي تدخل جو الأرض، يمكن ان نرى تلك الطبقة اذا نظرنا الى حافة الكوكب عند الافق.

الطبقة التي ينتج عنها ظاهرة الشفق القطبي، وهو أيضا مكان المكوك الفضائي والرحلات الفضائية التي تدور حول الارض.Thermosphereطبقة ثيرموسفير


هي الطبقة الرابعة من طبقات الغلاف الجوي للأرض وتقع اعلى طبقة ميسوسفير، والهواء هنا رقيق جدا، مجرد تغير في الطاقة يمكن أن تسبب تغيير كبير في درجات الحرارة. لهذا درجة الحرارة حسّاسة جدا للنشاط الشمسي، فعندما تكون الشمس نشطة يمكن أن تسخن هذه الطبقة إلى 1,500 ° أو أعلى من ذلك.

تتضمن ثيرموسفير منطقة من الغلاف الجوي والتي تسمى ايونوسفير، الأيونوسفير هي منطقة من الغلاف الجوي تكون مليئة بالجزيئات المشحونة، ودرجات الحرارة العالية في ثيرموسفير يمكن أن تسبب تأين الجزيئات، وهذا سبب تداخل الأيونوسفير والثيرموسفير، ويسود فيها غازي الهيدروجين والهيليوم.


هي الطبقة الاخيرة في الغلاف الجوي انحف طبقة حيث يندمج الغلاف الجوي بالفضاء الخارجيExosphereطبقة إكسوسفير


أعلى طبقة من الغلاف الجوي وتلي طبقة ثيرموسفير، وتمتد من فوق طبقة ثيرموسفير وحتى نهاية الغلاف الجوي، وعندها يصبح الغلاف الجوي رقيق جدا، حيث تهرب الذرات والجزيئات إلى الفضاء وتصبح جزيئات الهواء نادرة الوجود إلى حد إنها تعد غير موجودة.

المجال المغناطيسي

تدور الأرض في حركة دائمة حول محورها الذي هو خط وهمي يمر بمركز الأرض وينتهي عند طرفين الشمالي والجنوبي، يسمى الطرف الشمالي للمحور القطب الشمالي، ويقع على بعد 90 درجة شمال خط الاستواء، والطرف الجنوبي يسمى القطب الجنوبي ويقع على بعد 90 درجة جنوب خط الاستواء.

 وتمتلك الأرض حقل مغناطيسي ذو قطبين شمالي وجنوبي، ويصل مجال الحقل المغناطيسي للارض مسافة 36,000 ميل في الفضاء. والمجال المغناطيسي للأرض محاط بمنطقة تدعى الغلاف المغناطيسي، يمنع هذا الغلاف أغلب الجزيئات الاتية من الشمس في شكل رياح الشمسية من ان تضرب الأرض، ومع ذلك فإن بعض جزيئات الريح الشمسية يمكن أن تدخل الغلاف المغناطيسي، وتلك الجزيئات التي تدخل الغلاف المغناطيسي وتتجه نحو الأرض هي ما تكون الشفق القطبي.

وللشمس والكواكب الأخرى غلافهم المغناطيسي الخاص بكل منهم، لكن كوكب الأرض يمتلك أقوى مجال من كل الكواكب الصخرية الاخرى.

تولد الحقل المغناطيسي للجرم السماوي

يعتقد العلماء بالرغم من أنهم ليس متأكدين ان هناك مكونان ضروريان لتوليد حقل مغناطيسيا وهما:-

1- المادة المغناطيسية
2- التيارات

فكما نعرف أن قطعة من الحديد يمكن أن تتحول إلى مغناطيس بتغليفها بالأسلاك ومرور تيار خلال تلك الأسلاك، ومن المعتقد ان الكوكب أو النجم يمكن أن يولد حقل مغناطيسي إذا ما توفر كلتا من المكونين اعلاه المادة والتيار، يجب أن يتوفر لديهم المادة المغناطيسية. ومثل هذا الشرط متوفر للأرض، حيث توجد طبقة حديدية سائلة تعلو نواة الأرض.

ومن حركة تلك الطبقة التي تكون بمثابة حامل للشحنة الكهربائية ينشأ المجال المغناطيسي. ويجب أن يكون لديهم تيارات تتحرك داخل المادة المغناطيسية، ويتوفر أيضا للأرض هذا الشرط حيث تنشأ تلك الحركة من حرارة قلب الأرض التي تقدر بأكثر من 5,000 درجة مئوية، وكذلك الحرارة الناشئة من النشاط الإشعاعي لليورانيوم والثوريوم، كما تتولد حرارة من عملية التبلور التي تصاحب تصلب الغلاف الخارجي لنواة الأرض.
  
فإذا كان هناك كوكب لاتتوافر لديه ما يكفي من احدى هاتين المكونين، لن يكون لديه حقل مغناطيسي. ومثال للكواكب التي لاتمتلك حقول مغناطيسية كوكب الزهرة (بسبب أنه بطئ الحركة جدا)، وكذلك كوكب المريخ (بسبب أن أغلب الحديد موجود على سطح الكوكب وليس منصهراً).
  
المجال المعناطيسي يحمي الآرض من إشعاعات الشمس

وكذلك لدوران الكوكب عامل هام في نشأة المجال المغناطيسي له، فسرعة دورانه ينتج عنها دوامات باطنية مثلها مثل الدوامات التي تحدث في الغلاف الجوي للكوكب، وبتأثير تلك الحركة الدوامية في باطن الأرض وما يصحبها من مجال مغناطيسي تتأثر أيضا شدة المجال المغناطيسي على سطح الأرض.

ويوفر وجود مجال مغناطيسي للأرض حماية للكوكب وعلى الأخص حماية الكائنات الحية التي تعيش عليه من تأثير الرياح الشمسية الضارة والتي تأتي إلى الأرض وتكون محملة بالجسيمات المشحونة التي تكون ضارة على حياة سكان هذا الكوكب، فعند اقتراب تلك الجسيمات من مجال الأرض المغناطيسي يعمل هذا المجال إلى إزاحتها إلى الخارج في الفضاء ويشتتها بعيدا عن الأرض.
  

هو خط وهمي تتساوى فيه قوة الجذب المغنطيسي للقطب الشمالي مع قوة الجذب المغنطيسي للقطب الجنوبي ويوجد بالقرب من خط الاستواء الجغرافي، وفي جميع النقاط على امتداد هذا الخط تبقى الإبرة المغناطيسية أفقية دون ميلٍ إلى أي جانب.

خط الاستواء المغناطيسي

تقع الأقطاب المغناطيسية بالقرب من القطبين الجغرافيين الشمالي والجنوبي ويتغير موقع القطبين المغناطيسي باستمرار بمرور الوقت، وخلال آلاف السنين (أو ملايين السنين) يغير اتجاهه، فيصبح في الجنوب بدلاً من الشمال وهكذا، وهذه الظاهرة لها تأثيرها على الحياة على الأرض، ويعود سبب هذا التغيرا إلى دوران الحديد الموجود في نواة الأرض باستمرار.


قطبي الارض المغناطيسي

وهو النقطة التي تشير إليها إبرة البوصلة إلى إتجاه الشمال، ويمكن أن ينحرف هذا القطب عدة كيلومترات خلال أعوام قليلة، ففي عام 1970م كان القطب الشمالي المغنطيسي يقع بالقرب من جزيرة باترست في كندا الشمالية.


القطب المغنطيسي الشمالي
وهو النقطة التي يتجه نحوها طرف البوصلة الذي يدل على اتجاه الجنوب، ويتحرك هذا القطب حوالي ثمانية كيلو مترات في السنة، يقع هذا القطب حاليا على شاطئ ولكس لاند، وفي عام 1985 كان القطب المغناطيسي الجنوبي يقع مباشرة خارج ساحل القارة الجنوبية، بالقرب من محطة الأبحاث الفرنسية دومونت دو أورفيل على بعد حوالي 2,750كم عن القطب الجغرافي الجنوبي.
القطب المغنطيسي الجنوبي
           
وقد درس العلماء عملية تحرك الاقطاب وتم اكتشاف حوالي 171 حالة انقلاب في القطبية المغناطيسية خلال 76 مليون سنة الماضية، منها 9 حالات يقدرون أنها حدثت خلال الأربعة ملايين سنة الماضية، كانت أطول فترة متواصلة للقطبية الاعتيادية تجاوز ثلاثة ملايين سنة، وسجلت اقصر فترة بـ خمسون ألف سنة، ويقدرون الفترة الحالية التي تمثل القطبية الاعتيادية انها مستمرة منذ ما يزيد عن سبعمائة ألف سنة.

وتؤكد الدراسات أن المجال المغنطيسي للأرض كان في الماضي أقوى بكثير مما عليه اليوم، وهو يتناقص باستمرار، وقد يأتي يوم يختفي فيه هذا المجال مما يسمح للرياح الشمسية أن تخترق غلاف الأرض مما يؤدي إلى رفع درجة الحرارة وتبخر الماء بل تفككه إلى هيدروجين وأكسجين، وقد قدرت تلك الدراسات أن تناقص قيمة المجال المغناطيسي بصورة منتظمة وبمعدل حوالي 6% سنويا منذ عام 1835، وبعملسة حسابية فإنقيمة المجال المغناطيسي ستصل إلى الصفر خلال الألفي سنة القادمة.

المواد المغناطيسية

هناك بضعة مواد التي يمكن ان تتمغنط طبيعيا، ولها الإمكانية لكي تتحول إلى مغناطيسات، مثل الحديد - الهيماتيت - الحجر المغناطيسي - الغازات المؤينة (مثل المواد التي تصنع منها النجوم).

وتتولد المغناطيسة لجذب الأجسام الذي تحتوي على المادة المغناطيسية مثل الحديد، حتى إذا كانت تلك المواد غير ممغنطة، لكن المغناطيسة لا يمكن أن تجذب المواد البلاستيكية أو القطنية أو أي مادة أخرى، مثل صخور السيليكات.